للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقد وردت الآيات الكثيرة في القرآن الكريم في تشبيه البعث والنشور بإحياء الأرض بعد موتها بعد نزول الغيث.

قال تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِى يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَىْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ [الأعراف: ٥٦] ﴿وَاللَّهُ الَّذِى أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ﴾ [فاطر: ٩].

سورة الروم [٣٠: ٢٠]

﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ﴾:

﴿وَمِنْ آيَاتِهِ﴾: من ابتدائية بعضية؛ أي: من بعض آياته الخلقية الدّالة على قدرته وعظمته ووحدانيته وحكمته. وقوله: (من آياته)، ولم يقل (ومن الآيات): تدل على أنها آيات خاصة عظيمة الدلالة.

﴿أَنْ﴾: للتعليل.

﴿خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ﴾: قد تعني: عند بدء الخلق خلقكم من تراب؛ أي: خلقكم من أبيكم آدم وآدم من تراب؛ لأن آدم هو الأصل فكل فرد فيه ذرات من آدم وآدم كان خلقه من تراب ثم من طين ثم من حمأ مسنون ثم من صلصال كالفخار، ثم نفخ فيه من روحه؛ أو قد تعني: خلقكم من سلالة من طين؛ أي: من نطفة ثم علقة ثم مضغة، والنطفة (الحيوان المنوي) مركبة من مواد بروتينية أو عضوية جاءت من الغذاء، والغذاء أصله من نبات الأرض أو الحيوان الّذي يأكل النبات أيضاً، فلو نظرنا في تركيب الإنسان لوجدنا في جسمه أكثر من (١٦) معدناً مثل الكالسيوم والحديد والمغنيزيوم والبوتاسيوم والصوديوم وغيرها، وكلها موجودة في التراب، كما قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِى قَرَارٍ مَكِينٍ﴾ [المؤمنون: ١٢ - ١٣].

﴿ثُمَّ﴾: تدل على الترتيب والتراخي.

<<  <  ج: ص:  >  >>