تكون في الأرض ساكنة حتى يصلها الماء فتتحرك بالحياة، وهذه البذرة موجودة في عجب الذنب.
ففي (صحيح البخاري ومسلم) عن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: (ما بين النفختين أربعون، ثم ينزل من السّماء ماء، فينبتون كما ينبت البقل، وليس في الإنسان شيء إلا بلي، إلا عظم واحد، وهو عجب الذنب، منه يُركَّب الخلق يوم القيامة).
وقد وردت أحاديث مشابهة بروايات أخرى.
عن أبي هريرة ﵁ أن رسول الله ﷺ قال:(كل آدم يأكله التراب إلا عجب الذنب، منه خُلق وفيه يُركَّب) أخرجه البخاري وأحمد في المسند، ومالك في الموطأ. وفي رواية أخرى لأبي هريرة ﵁ عن رسول الله ﷺ:(إن في الإنسان عظماً لا تأكله الأرض أبداً، فيه يُركَّب يوم القيامة، قالوا: أي عظم يا رسول الله؟ قال: عجب الذنب) رواه البخاري والنسائي وابن ماجه وأحمد.
وهذان الحديثان يشيران إلى أن في عجب الذنب خلايا تبقى حية وقادرة على التكاثر، ومن نوع الخلايا الجذعية المسماة: كاملة القدرات، القادرة كل منها على تكوين الجنين لوحدها، وهذه معجزة علمية خالدة تشهد بأن رسول الله ﵊ حقٌّ، وعجب الذنب يسمى في علم التشريح: عظم العجز، وقد تبين من الدراسات الجنينية أن هذا العظم يتشكل مما يسمى: الشريط الأول، وهو جزء محوري يظهر في أوائل الأسبوع الثالث ويضمر في نهاية الأسبوع الرابع، ويحوي على خلايا جذعية من مختلف الأنواع، والاستنساخ يعتمد على نظرية أن الإنسان يمكن تكوينه من خلية واحدة تحوي (٤٦) كروموسوماً، وبذلك يمكن تفسير أن البعث يوم القيامة أهون من الخلق الأولي، وهذا ما يذكره العلماء، والله أعلم.