﴿أَنْتُمْ بَشَرٌ﴾: مشتقة من البشرة، وهي: ظاهر جلد الإنسان، فهي بشرة خاصة به تميزه عن غيره، ومن البشارة وهي: حسن الهيئة، أو بشرٌ لظهورهم بعكس الجن المستورين أو المختفين.
﴿تَنْتَشِرُونَ﴾: من الانتشار وهو: الامتداد والتوزع في الأرض يعيشون في هذا البلد أو ذاك، أو هذه القرية أو المدينة أو الضاحية أو الصحراء، فهذا الانتشار آية من آيات الله؛ لأن كل واحد راض عن مكان إقامته ولا يتذمّر، بل يحب وطنه وأرضه ومستعد أن يدافع عنها.
تنتشرون: بصيغة المضارع؛ لتدل على التجدد والتكرار واستمرار الانتشار.
﴿وَمِنْ آيَاتِهِ﴾: ومن: الواو: عاطفة، من: ابتدائية بعضية؛ أي: من بعض آياته، ولبيان معنى آياته ارجع إلى الآية (٢٠) من نفس السورة، وإلى سورة العنكبوت آية (٤٧).
﴿أَنْ﴾: حرف مصدري يفيد التّعليل.
﴿خَلَقَ لَكُمْ مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا﴾: أي من جنسكم ونوعكم البشري، والمخاطب هنا الذكر والأنثى. و (الأزواج) تعني: الزوج ومعه مثله.
والأزواج تطلق على الذكر والأنثى، أو الزوج تعني: اثنين مفرد معه مثله.
خلق لكم: خاصة من أنفسكم أزواجاً؛ ليحدث التكامل الّذي أراده الله تعالى في الطباع والعادات، ويحدث التكاثر والتناسل من بني الإنسان؛ لتعمر الأرض. فالذكورة والأنوثة آيتان من آيات الله تعالى كما هي آية الليل والنهار.