وسنلحقهم في الصّالحين في الآخرة وهذه بشارة حسنة أو وعد من الله تعالى للذين لم يشركوا بالله ويطيعوا آباءهم الذين أمروهم بالشرك بأن يدخلهم في الصالحين عوضاً عما حدث لهم من جفاء وتفرقة بينهم وبين آباءهم بسبب إيمانهم بالله تعالى. والصالحين: جمع صالح. ارجع إلى سورة البقرة آية (١٣٠) لبيان معنى الصالحين.
﴿وَمِنَ النَّاسِ﴾: الواو استئنافية، من: ابتدائية بعضية، النّاس: تشمل الإنس والجن، وكلمة النّاس مشتقة من كلمة: النّوس؛ أي: كثرة الحركة.
﴿مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ﴾: من اسم موصول بمعنى الّذي، يقول آمنا بالله: أي إيمان عقيدة ودين، وكلمة (يقول) ولم يقل قال: تدل على تجدد قوله وتكراره وهو: آمنت بالله، وهو كما سنرى إيمان بالقول واللسان فقط وليس إيماناً في القلب.
﴿فَإِذَا﴾: الفاء تدل على التّعقيب والمباشرة، إذا: ظرفية شرطية تدل على حتمية الحدوث.
﴿أُوذِىَ فِى اللَّهِ﴾: أصابه أذى من قول أو فعل بسبب إيمانه بالله من قِبَل الكفار والمشركين أو غيرهم.
﴿جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ﴾: صيّر فتنة النّاس؛ أي: العذاب أو الأذى الّذي يلحق به بسبب إيمانه، يصده عن الإيمان والثّبات عليه، الكاف: كاف التّشبيه؛ أي: خاف من عذاب النّاس، أو أعتقد أن فتنتهم مساوية لعذاب الله تعالى، ولذلك ارتدّ أو نافق وهو تقدير أو قياس خاطئ؛ لأنّ عذاب الله بسبب ارتداده أو نفاقه أشد وأبقى من عذاب النّاس مهما طال واشتدّ؛ لأن عذابه سيكون دائماً،