للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفتنة الناس أو عذابهم زائل غير دائم يزول بالموت، والمؤمن الصّادق يصبر ويثبت على ما أصابه في سبيل الله تعالى؛ لأنّ ما عند الله خير وأبقى.

وهذه الآية تشبه قوله تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ﴾ [الحج: ٢٢].

﴿وَلَئِنْ جَاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ﴾: اللام في (لئن) للتوكيد، إن: شرطية تفيد الاحتمال أو الشك، جاء نصر من ربك: النّصر: الغلبة على العدو بالقتال والغنيمة، وأمّا الفتح الغلبة بدون قتال.

﴿لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ﴾: ليدعي بالوقوف إلى جانبكم وأيدكم على عدوكم أو أليس نحن إخوانكم في الدّين، أو لم نقف ضدكم فأعطونا نصيباً من الغنيمة.

﴿أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ﴾: الهمزة للاستفهام والتّقرير، والواو في (أوليس) للتوكيد، بأعلم: الباء للإلصاق، أعلم صيغة مبالغة من علم.

﴿بِمَا فِى صُدُورِ الْعَالَمِينَ﴾: الباء للإلصاق، ما: اسم موصول بمعنى الّذي، في صدور العالمين: من كذب ونفاق وكفر أو صدق وإخلاص، والجواب على أوليس؟ بلى.

سورة العنكبوت [٢٩: ١١]

﴿وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ﴾:

وليفتنهم في الدّنيا بما قدّر عليهم من ابتلاءات؛ ليريهم أعمالهم في الآخرة، فتكون حجة لهم أو حجة عليهم، وليظهر علمه سبحانه فيهم كما سبق منذ الأزل فيجازيهم بما ظهر منهم ويتبيّن الّذين آمنوا منهم ويتبيّن المنافقين.

وإذا قارنّا الآية (٣) ﴿فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ﴾.

والآية (١١) ﴿وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ﴾.

<<  <  ج: ص:  >  >>