بينما في سورة لقمان الآية (١٥) قال تعالى: ﴿وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِى مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ﴾: ففي هذه الآية الوالدان يشترطان على الولد الشّرك، فالمجاهدة هنا أشد وأقوى مقارنة بالمجاهدة في آية العنكبوت، ولذلك جاء بكلمة (على) لتفيد المشقة والعلو.
﴿فَلَا تُطِعْهُمَا﴾: الفاء للتوكيد، لا النّاهية، تطعهما: في كلا الحالتين، أو في أيّ أمر يخالف أمر الله تعالى ورسوله ﷺ فلا طاعة لمخلوق مهما كان في معصية الخالق.
﴿إِلَىَّ مَرْجِعُكُمْ﴾: يوم القيامة. وقدم إلي: للحصر؛ أي: إليه وحده مرجعكم. مرجعكم: اسم مكان أو زمان من فعل رجع وقد يكون مصدراً.
﴿فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾: الفاء: للتوكيد والمباشرة؛ أنبئكم: أخبركم؛ بما: ما اسم موصول أوسع شمولاً من الذي كنتم تعملون في الدّنيا، وتضم ما كنتم تقولون وما كنتم تفعلون من خطأ أو صواب أو حق وباطل، الباء: للإلصاق، ما اسم موصول بمعنى الّذي أو مصدرية.
لنقارن هذه الآية: ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا﴾، مع الآية (٨٣) من سورة البقرة: ﴿لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾، وبقية الآيات المشابهة في سورة النّساء الآية (٣٦) والأنعام الآية (١٥١) ولقمان الآية (١٤ - ١٥) والإسراء الآية (٢٣ - ٢٥) والأحقاف الآية (١٥) للمقارنة، ولمعرفة أوجه الاختلاف في كل الآيات التي توصي الإنسان بوالديه.