للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بين وصّى وأوصى، ووصّى: تستعمل لما هو أهم مثل أمور الدّين والأمور المعنوية، ويستعمل أوصى للأمور المادية، إلا في آية واحدة: ﴿وَأَوْصَانِى بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا﴾ [مريم: ٣١]، لاقتران الصّلاة بالزّكاة. ارجع إلى سورة النساء آية (١١) لمزيد من البيان.

﴿بِوَالِدَيْهِ﴾: الباء باء الإلصاق، وقوله: (بوالديه) فيها تغليب أو تذكير بالوالدة (الأمّ) على الوالد، ولم يقل بأبويه؛ فيه تغليب الأب على الأم، ولو كان الأمر يتعلق بالأب لجاء بكلمة أبويه. وانتبه عندما يوصي الله تعالى الأولاد بالوالدين يقول: (ووصينا الإنسان بوالديه)، يأتي بالباء الّتي تفيد الإلصاق والمصاحبة؛ أي: الاستمرار والدّوام أو التّوكيد ويستعمل كلمة وصَّى.

وحينما يوصي الله تعالى الوالدين بالأولاد لا يأتي بالباء مثال: ﴿يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِى أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ﴾ [النساء: ١١]، ويستعمل كلمة أوصى، ولم يقل بأولادكم؛ لأنّ الوالدين أو الأبوين لا يحتاجان إلى التّوكيد؛ لأنّ الوصية وحبهما لأولادهما أمر ثابت في قلوب الآباء للأبناء.

﴿حُسْنًا﴾: أي تقول لهم قولاً حسناً أو تعاملهم معاملة حسنة، وقيل: الحُسن بضم الحاء: هو الاسم الجامع لكلّ معاني الحُسن، وأمّا الحَسن بفتح الحاء هو البعض من معاني الحُسن، والإحسان أعلى درجات البر والحُسن. والإحسان أمكن من حسناً وأعلى درجة وأقوى؛ تعني: معاملة حسنة وزيادة. ارجع إلى سورة البقرة آية (١١٢) لمعرفة معنى الإحسان.

﴿وَإِنْ﴾: شرطية تحمل معنى الاحتمال والشّك؛ أي: تستعمل للأمر المشكوك في حدوثه وهو الشرك في هذه الآية.

﴿جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِى﴾: أي لنفرض أنّهما والدان كافران غير راضيين عنك لأنّك أسلمت، فإن جاهداك؛ أي: بذلا أيّ جهد لحملك لتشرك بالله أو العودة إل الكفر والشرك، فلا تطعهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>