﴿فَأَلْقِيهِ﴾: الفاء للتعقيب والمباشرة رابطة لجواب الشّرط إذا.
فألقيه: الإلقاء: هو رمي الشيء من أعلى إلى أسفل برفق ولين، وحين الإلقاء تراه أو ترى مكان الإلقاء، وفي سورة طه آية (٣٩) قال تعالى: ﴿اقْذِفِيهِ فِى التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِى الْيَمِّ﴾، والقذف: هو الرمي بشدة وقوة من غير مهلة حتى لا تراه حيث لا تلقاه، والقذف: أعم من الإلقاء.
﴿فِى الْيَمِّ﴾: أيْ: في نهر النّيل. ويستعمل كلمة اليم في سياق الخوف أو العقوبة.
﴿وَلَا تَخَافِى وَلَا تَحْزَنِى﴾: تكرار (لا): يفيد توكيد النّهي وفصل كلّ واحدة الخوف والحزن على حدة أو كلاهما، لا تخافي ـ بعد إلقائه في اليم ـ عليه من الغرق أو الموت، ولا تحزني لفراقه وذهابه عنك.
ولا تحزَني: من الحزَن: الألم أو الغم الدائم الّذي لا يزول.
﴿إِنَّا﴾: للتعظيم.
﴿رَادُّوهُ إِلَيْكِ﴾: الرّد هو الرّجوع أو العودة إلى المكان الّذي خرج منه بحيث يجبر أو يُكره على الرّجوع وبغير إرادته، والرّجوع هو الخروج من مكان ما أو مدينة مع النّية للرجوع إليها وبرغبته، ومن دون إكراه.
واستعمل رادُّوه؛ لأنّه سبحانه سيحرم عليه المراضع فيردُّه إليك لترضعيه.
﴿وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾: أي: سنجعله رسولاً إلى بني إسرائيل رسولاً ونبياً.
هذه الآية إذا تأملناها نجد أنّها تشمل على خبرين هما: وأوحينا إلى أم