للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

﴿يَتَّقُونَ﴾: يطيعون أوامر الله ويجتنبوا نواهيه، ويجتنبوا سخطه وغضبه وناره. وإذا قارنا هذه الآية مع الآية (٣٢) وهي قوله تعالى: ﴿إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَإِيهِ﴾: نجد أن فرعون هو المبعوث إليه أولاً وملئه أو قومه هم تبع له؛ ارجع إلى سورة المؤمنون آية (٢٤)، وآية (٣٣) لبيان معنى الملأ.

سورة الشعراء [٢٦: ١٢]

﴿قَالَ رَبِّ إِنِّى أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ﴾:

﴿قَالَ رَبِّ إِنِّى أَخَافُ﴾: قال موسى: رب إنّي للتوكيد، أخاف: من الخوف وهو غمٌّ في النفس ناتج عن توقُّع الضّرر المشكوك في وقوعه، الخوف الّذي سببه تكذيب قوم فرعون الّذي يؤدِّي إلى ضيق في الصّدر وعدم انطلاق اللسان، كما سنرى في الآية القادمة.

﴿أَنْ﴾: مصدرية تفيد التّعليل.

﴿يُكَذِّبُونِ﴾: لا يصدِّقون أيَّ شيء مما أقوله لهم وأصلها أن يكذبونني: حذفت منها النّون والياء لتدل على سرعة تكذيبهم له أيْ: مجرد إخبارهم سيكذبونه وحذف الياء؛ لأنّ هناك من النّاس سيصدِّقونه ويؤمنون به مثل السّحرة وغيرهم، فلن يكذبه الكلّ، ولو يكذبه الكلّ لقال: يكذبوني.

سورة الشعراء [٢٦: ١٣]

﴿وَيَضِيقُ صَدْرِى وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِى فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ﴾:

﴿وَيَضِيقُ صَدْرِى﴾: قُرئت بالضّم وقُرئت بالفتح، ويضيق صدري بتكذيبهم إياي، والضّيق همٌّ وغمٌّ عارض يصيب الإنسان لأسباب مختلفة.

﴿وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِى﴾: بسبب الخوف والضّيق، وفي سورة طه آية (٢٧) بين أن هناك عقدة من لسانه، وسئل الله سبحانه فقال: ﴿وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِّسَانِى

<<  <  ج: ص:  >  >>