يَفْقَهُوا قَوْلِى﴾، وأحياناً الخوف والضيق قد يؤدِّي إلى إفراز بعض الهرمونات مثل أبينفرين ونور أبينفرين الّتي تؤدِّي بالتّالي إلى عدم القدرة على التّفكير والحيرة والتوتر وارتفاع الضغط مع العلم أن موسى ﵇ كان عنده عقدة في لسانه كما بين ذلك في سورة طه الآية (٢٧ - ٢٨): ﴿وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِّسَانِى يَفْقَهُوا قَوْلِى﴾.
﴿فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ﴾: الفاء للتوكيد والمباشرة، أرسل جبريل إلى أخي هارون يبلغه ليكون لي ردءاً يصدقني سورة القصص الآية (٣٤) أيْ: معيناً أو وزيراً فهو أفصح مني لساناً إنّي أخاف أن يكذِّبون، وفي سورة طه آية (٢٩) قال موسى ﵇: ﴿وَاجْعَل لِّى وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِى﴾، فكيف نجمع بين الآيتين؟ أي: أرسل إلى هارون أخي ليكون وزيراً لي أشدد به أزري وأشركه في أمري.
﴿وَلَهُمْ عَلَىَّ ذَنبٌ﴾: اللام لام الاختصاص، هم تعود إلى قوم فرعون.
عليَّ: تفيد العلو والمشقة، ذنب: جرم عظيم نكرة للتهويل، لم يبيِّن ما هو الذّنب في هذه الآية، وقد بيَّنه في سورة القصص الآية (٣٣)، ﴿قَالَ رَبِّ إِنِّى قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ﴾، فقد قتل موسى رجلاً حين كان بمصر قبل ذهابه إلى مدين. ارجع إلى سورة القصص آية (١٥) للبيان.
﴿فَأَخَافُ﴾: الفاء للترتيب والتّعقيب.
﴿أَنْ يَقْتُلُونِ﴾: بالقصاص مني .. أن مصدرية تفيد التّعليل. ويقتلون ولم يقل: أن يقتلونني؛ لأن القتل قد يعني العذاب بالسجن وغيره من أنواع العذاب، وقد يصل إلى حدِّ القتل.