لقوله سبحانه: ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا﴾ [الشّمس: ٩ - ١٠]. وتقديم الزكاة على فاعلون للقصر؛ أي: لا يفعلون إلا الأعمال الصالحة والزكاة أولها.
﴿فَاعِلُونَ﴾: مؤدون. وفاعلون جملة اسمية تدل على الثّبوت والاستمرار. وفاعلون: أشمل وأعم من مؤدون؛ لتشمل كلا المعنيين أداء الزكاة والتزكية (تطهير النفس من الشرك). ارجع إلى سورة البقرة آية (٤٣) لمزيد من البيان.
سورة المؤمنون [٢٣: ٥]
﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ﴾:
﴿وَالَّذِينَ هُمْ﴾: ارجع إلى الآية (٣) و (٤) من نفس السورة.
﴿لِفُرُوجِهِمْ﴾: اللام لام الاختصاص، الفرج: هو سوءَة الرّجل والمرأة.
﴿حَافِظُونَ﴾:، أيْ: حفظ الفرج من الزّنى وما حرمه الله تعالى؛ أي: حافظون لها بالعفاف والتحصن قاصرون (الزواج) من الفاحشة. حافظون: جملة اسمية تفيد الثّبوت والاستمرار. واختار كلمة حافظون فيه بلاغة وبراعة في البيان فهي تشير إلى العفاف، وتشير إلى أنهم يحفظون أنفسهم من الآفات والأمراض الوخيمة الناتجة عن الزنى مثل الأمراض الزهرية والالتهابات الداخلية والعدوى والسرطانات.