وفي آيات أخرى: ﴿الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ﴾ سورة المعارج الآية (٢٣)، ﴿وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ﴾ سورة المعارج الآية (٣٤)؛ أي: يحافظون على مواقيتها وعلى وضوئها وأركانها وسننها وآدابها. على: تعني: الإقبال عليها بجد ونشاط (على: تفيد الاستعلاء والجهد).
سورة المؤمنون [٢٣: ٣]
﴿وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ﴾:
﴿وَالَّذِينَ هُمْ﴾: تكرار والّذين هم في كثير من الآيات يفيد التّعظيم والمدح لما يقومون به من الأعمال الصّالحة.
﴿عَنِ اللَّغْوِ﴾: اللّغو: هو كل باطل من كلام أو فعل أو ما لا خير فيه ولا فائدة من الكلام، وقيل: اللّغو قد يعني الشّرك أو الباطل (كما قال ابن عبّاس) والكذب والشتم وقيل: اللعب واللهو الّذي يُشغل عن واجب.
﴿مُعْرِضُونَ﴾: من الإعراض وهو تجنب الشّيء، أيْ: يتجنبون اللّغو وتجنب اللّغو أصبح صفة ثابتة لهم؛ لأن معرضون جملة اسمية تدل على الثبوت؛ أي: الترك التام، وتقديم اللغو عن الأعراض بدلاً من القول والذين هم معرضون عن القول تدل على الاهتمام.
سورة المؤمنون [٢٣: ٤]
﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ﴾:
﴿وَالَّذِينَ هُمْ﴾: العطف بالواو في صفة من هذه الصفات المذكورة في الآيات الخمسة للدلالة على الاهتمام بكل صفة من الصفات. ارجع إلى الآية السّابقة.
﴿لِلزَّكَاةِ﴾: اللام: للاختصاص؛ الزكاة تعني: زكاة المال وتطهير المال يكون بالصّدقة، وتعني: زكاة النّفس، أيْ: تطهيرها من الشّرك والدنس والمعاصي