﴿أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ﴾: المؤمنون الذين آمنوا الإيمان الخالص لله والذي ينطوي على توحيد الإلوهية والربوبية والأسماء والصفات؛ أي: لا فلاح من دون الإيمان. الفلاح: النّجاة من النّار والفوز بالجنة والبقاء السّرمدي في النّعيم، والفلاح يعني: إدراك البغية أو المطلوب، أفلح: بصيغة الماضي يفيد الثّبوت والتّحقق، المؤمنون: جمع مؤمن: هو المصدق بالله وبما أنزل الله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، ولم يقل: الّذين آمنوا، المؤمنون جملة اسمية؛ أي: الّذين أصبح الإيمان صفة ثابتة لهم بينما الّذين آمنوا: جملة فعلية تدل على تجدُّد وتكرار إيمانهم، ارجع إلى سورة البقرة آية (٥) لبيان معنى الفلاح، ثمّ يذكر سبع صفات لهم ـ وهذا ما يسمَّى تفصيل بعد إجمال ـ وجاءت هذه الصّفات كصفات ثابتة لا تتغيَّر عندهم كقوله: خاشعون، فاعلون، حافظون ....
سورة المؤمنون [٢٣: ٢]
﴿الَّذِينَ هُمْ فِى صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ﴾:
﴿الَّذِينَ﴾: اسم موصول: يفيد المدح والتعظيم.
﴿هُمْ﴾: للتوكيد.
﴿فِى صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ﴾: بدأ بالخشوع في الصلاة التي هي عماد الدين، وأهم ركن من أركان الإسلام، فهي تجمع في معناها وقيامها كل أركان الإسلام. في: ظرفية زمانية ومكانية تعني: الزمن ومكان صلاتهم، خاشعون: الخشوع هو التّذلل والتّواضع والخوف والسّكون وترك العبث، والخشوع يكون في القلب (تفرُّغ القلب) والجوارح مثل: البصر والسّمع وبقية الحواس وسكون الجسم، وخاشعون جمع خاشع وتعني: جملة اسمية تفيد أنّ الخشوع عندهم صفة ثابتة ولم يقل: يخشعون. وقدم الصلاة على الخشوع للاهتمام؛ لأن الصلاة بدون خشوع يقلل من أجرها؛ أي: ثوابها.