﴿وَإِنْ﴾: نافية بمعنى ما، أدري أعلم أو أدري بكلّ أدوات الإدراك من السّمع والبصر والشّم والحس.
﴿أَدْرِى لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَّكُمْ﴾: وما أدري لعل الإمهال وبقاءَكم دون عذاب وعدم قيام السّاعة عليكم هو فتنةٌ لكم واختبار واستدراج وزيادة في الفتنة، لكم خاصة، ليرى كيف تصنعون.
﴿وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ﴾: الحين: زمن غير محدود قد يطول أو يقصر؛ أيْ: تمتع إلى أجل مقدر قدره الله بزمن قد يطول أو يقصر، وهو متاع لن يدوم؛ لأنّه محدود المدة، إلى حين: ولم يقل: حتّى حين، وإنما إلى حين إلى تفيد عموم الغايات، أما حتّى فتفيد نهاية الغاية.
﴿قَالَ﴾: أيْ: قال رسول الله ﷺ، كما قال الأنبياء من قبله: ﴿رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ﴾ [الأعراف: ٨٩].
﴿رَبِّ احْكُم بِالْحَقِّ﴾: أي: افصل بيني وبين المشركين أو الكفار، أو أظهر من هو على الحق، ومن هو على الباطل، بالحق: الباء للإلصاق والمصاحبة. وربنا الرّحمن.
﴿عَلَى مَا تَصِفُونَ﴾: على: تفيد الاستعلاء والمشقة. ما: اسم موصول بمعنى: الذي، وهي أوسع شمولاً من الذي؛ تشمل العاقل وغير العاقل، وتشمل كل ما يصفون.
﴿تَصِفُونَ﴾: أنّ لله ولداً أو بناتٍ أو شريكاً، وأنّ القرآن سحرٌ وشعرٌ وأساطيرُ الأولين، والرّسول مجنونٌ وساحرٌ وشاعرٌ.