للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

﴿قَدْ كُنَّا فِى غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا﴾: قد حرف للتحقيق والتّوكيد، كنا: في الحياة الدّنيا، في غفلة: في ظرفية، غفلة: أيْ: غافلين، أيْ: لم يخطر على بالنا أن نفكر أو نستعد لهذا اليوم، يوم الحساب، أو الوعد الحق. ارجع إلى سورة البقرة آية (٧٤) لمزيد من البيان في معنى الغفلة.

﴿بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ﴾: بل للإضراب الانتقالي، كنا ظالمين: اعترفوا بظلمهم آنذاك، فلن تنفعهم معذرتهم ولا هم يستعتبون، ظالمين لأنفسنا وظالمين جملة اسمية تدل على الثّبوت، ولمعرفة معنى الظلم ارجع إلى سورة البقرة آية (٥٤).

سورة الأنبياء [٢١: ٩٨]

﴿إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ﴾:

بعد اعترافهم بظلمهم وبعد أن يقضي الله تعالى في أمرهم يؤمر بهم إلى النّار وما كانوا يعبدون.

﴿إِنَّكُمْ﴾: أيّها المشركون والكفرة.

﴿وَمَا تَعْبُدُونَ﴾: ما تستعمل لغير العاقل (أي: الأصنام)، أو الطاغوت أو الأوثان، وما قد تستعمل لصفات من يعقل، أو للسؤال عن صفة من يعقل كأن تقول ما عيسى أو عزير أو الملائكة.

ولكن عيسى والعزير والملائكة هؤلاء سبقت لهم الحسنى من الله وأولئك عنها مبعدون كما بينت الآية (١٠١) من نفس السورة؛ لأنّهم لم يكونوا السّبب في إضلال أو شرك أي إنسان.

﴿حَصَبُ﴾: صغار الحجارة البحص، حصب جهنم، أي: المشركون والكفرة وأوثانهم (أصنامهم)، وإبليس وأعوانه من الشّياطين والطّواغيت الكلّ حصب جهنم، ولم يقل: حطب جهنم؛ لأنّ الحصب في اللغة يشمل الحطب

<<  <  ج: ص:  >  >>