للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

﴿تَعْبُدُ﴾: تطيع، وتدعو، أو تتقرب إلى هذه الأصنام. ولمعرفة معنى العبادة ارجع إلى سورة النحل آية (٧٣)، والأنبياء آية (١٠٦).

﴿مَا لَا﴾: ما: لغير العاقل، ولا: النّافية.

﴿يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ﴾: لأنّها أصنام، أو حجارة؛ فهي حقيقة لا تسمع، ولا تبصر، ولا تغني شيئاً.

﴿وَلَا يُغْنِى عَنْكَ شَيْئًا﴾: أي: لا فائدة منها، وليس لك فيها حاجة؛ فهي لا تدفع ضراً، ولا تجلب نفعاً؛ لا تفيدك إن عبدتها، ولا تضرك إن لم تعبدها.

﴿شَيْئًا﴾: جاءت بصيغة النّكرة؛ لتشمل كلّ شيء صغيراً، أو كبيراً، من نفع، أو ضر، وتكرار "لا" ثلاث مرات: يفيد التّوكيد، ويفيد فصل كلّ صفة عن الأخرى: السّمع، والبصر، والفائدة.

سورة مريم [١٩: ٤٣]

﴿يَاأَبَتِ إِنِّى قَدْ جَاءَنِى مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِى أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا﴾:

﴿يَاأَبَتِ﴾: تكرار هذا النّداء لجلب انتباه عمّه، وإظهار مدى اهتمامه به لدعوته إلى عبودية الله وحده، وكأنّه باخع نفسه لهداية عمّه آزر.

﴿إِنِّى﴾: للتوكيد.

﴿قَدْ﴾: لزيادة التّوكيد، والتّحقيق.

﴿جَاءَنِى مِنَ الْعِلْمِ﴾: من: ابتدائية بعضية؛ أي: بعض العلم من ربي، كما في سورة الأعلى الآية (١٩): ﴿صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ﴾، وسورة الأنعام، الآية (٧٥): ﴿وَكَذَلِكَ نُرِى إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ﴾ من العلم بالله واليقين، والمعرفة بالدين.

<<  <  ج: ص:  >  >>