والنّبوة درجة أخرى أعلى من درجة الصّديقين، فهي عطاء من الله تعالى، ونحن نعلم أنّ كلّ رسول هو نبي، وليس كلّ نبي رسولاً؛ فإبراهيم ﵇ كان رسولاً نبياً، وهو من أولي العزم من الرّسل. ارجع إلى سورة النّساء، آية (١٦٤) لمعرفة الفرق بين الرّسول والنّبي.
﴿قَالَ لِأَبِيهِ﴾: أي: عمّه آزر، كلمة العم تطلق على الأب والعم والجد ولا تعني أباه الحقيقي، كما يذكر كثير من المفسرين. ارجع إلى سورة الأنعام آية (٧٤) لمزيد من البيان.
﴿يَاأَبَتِ﴾: ياء النّداء: للبعد.
﴿يَاأَبَتِ﴾: ولم يقل: يا أبي، أو يا عمي، أو يا آزر، كلمة أبت: فيها معنى الحنان، والعاطفة، والرّأفة، وقيل: إضافة التّاء: تاء التأنيث تشير إلى حنان الأم؛ إذن كلمة يا أبت: تضم حنان الأبوين معاً، وحين تموت الأم يبقى الأب؛ فيقوم بوظيفة الأب والأم معاً، ويعوض الأب حنان الأم المفقودة؛ فينادى: يا أبت.
وقوله: يا أبت، ولم يقل: يا أبتي: حذف ياء المتكلم؛ لأنّ إبراهيم فقد أباه وأمه، ولم يكن له إلا عمّه؛ فناداه كالأب.
وقوله: يا أبت: فيها معنى التّوسل، والاستعطاف؛ للكف عن عبادة الأصنام.
﴿لِمَ﴾: لمَ: استفهام إنكاري، وحذفت الألف في لما؛ لدخول حرف الجر (اللام) عليها.