للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والنّبوة درجة أخرى أعلى من درجة الصّديقين، فهي عطاء من الله تعالى، ونحن نعلم أنّ كلّ رسول هو نبي، وليس كلّ نبي رسولاً؛ فإبراهيم كان رسولاً نبياً، وهو من أولي العزم من الرّسل. ارجع إلى سورة النّساء، آية (١٦٤) لمعرفة الفرق بين الرّسول والنّبي.

سورة مريم [١٩: ٤٢]

﴿إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَاأَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِى عَنْكَ شَيْئًا﴾:

﴿إِذْ﴾: أي: واذكر، أو حين قال لأبيه.

﴿قَالَ لِأَبِيهِ﴾: أي: عمّه آزر، كلمة العم تطلق على الأب والعم والجد ولا تعني أباه الحقيقي، كما يذكر كثير من المفسرين. ارجع إلى سورة الأنعام آية (٧٤) لمزيد من البيان.

﴿يَاأَبَتِ﴾: ياء النّداء: للبعد.

﴿يَاأَبَتِ﴾: ولم يقل: يا أبي، أو يا عمي، أو يا آزر، كلمة أبت: فيها معنى الحنان، والعاطفة، والرّأفة، وقيل: إضافة التّاء: تاء التأنيث تشير إلى حنان الأم؛ إذن كلمة يا أبت: تضم حنان الأبوين معاً، وحين تموت الأم يبقى الأب؛ فيقوم بوظيفة الأب والأم معاً، ويعوض الأب حنان الأم المفقودة؛ فينادى: يا أبت.

وقوله: يا أبت، ولم يقل: يا أبتي: حذف ياء المتكلم؛ لأنّ إبراهيم فقد أباه وأمه، ولم يكن له إلا عمّه؛ فناداه كالأب.

وقوله: يا أبت: فيها معنى التّوسل، والاستعطاف؛ للكف عن عبادة الأصنام.

﴿لِمَ﴾: لمَ: استفهام إنكاري، وحذفت الألف في لما؛ لدخول حرف الجر (اللام) عليها.

<<  <  ج: ص:  >  >>