للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

﴿هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ﴾: عبادة الله تعالى وحده، وطاعته، وامتثال أوامره، وتجنب نواهيه هو الصّراط المستقيم، أو الدّين، أو السّبيل المستقيم الموصل إلى الغاية بأقصر زمن، وأقل جهد.

لنقارن هذه الآية (٣٦) من سورة مريم: ﴿وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّى وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ﴾، وكذلك وردت في سورة آل عمران، آية (٥١)، مع الآية (٦٤) من سورة الزّخرف: ﴿إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّى وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ﴾.

إضافة كلمة "هو" في آية الزّخرف توكيداً لإثبات الرّبوبية لله سبحانه، ونفي الولد؛ لأنّ آية الزّخرف سبقها كثير من الآيات الّتي تتحدث عن الشّرك، واتخاذ الولد، والملائكة إناثاً الآيات (١٥، ١٦، ١٩).

فجاء بكلمة "هو" للتوكيد، والحصر، مقارنة بآية مريم، وآل عمران الّتي سبقها آيات كثيرة تتحدث عن عبودية عيسى لله تعالى، فلم يؤكد بكلمة هو.

سورة مريم [١٩: ٣٧]

﴿فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَّشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾:

﴿فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ﴾: الفاء: تدل على التّعقيب، والمباشرة؛ اختلف الأحزاب: جمع حزب: جماعة من النّاس يجمعهم رأي، أو آراء، أو مبادئ واحدة، أو طائفة؛ فقد تحزبوا ثلاث فرق في شأن عيسى: حزب قالوا: هو إله، وحزب قالوا: هو ابن الله، وحزب قالوا: ثالث ثلاثة.

﴿مِنْ بَيْنِهِمْ﴾: من: ابتدائية للتوكيد.

﴿بَيْنِهِمْ﴾: الكاثوليك، أو الملكانية، واليعقوبية (الأرثدوكس)، والاعتراضية البروتستانت؛ أي: أتباع عيسى أنفسهم اختلفوا في شأنه.

﴿فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا﴾: فويل: الفاء: للتوكيد؛ ويل للذين كفروا: هذا وعيد للذين كفروا.

﴿لِلَّذِينَ﴾: اللام: للتوكيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>