﴿وَالسَّلَامُ عَلَىَّ﴾: عيسى ﵇ يسلم على نفسه؛ أي: علَّمه ربه بالوحي، أو أنطقه أنّ يسلم على نفسه، كما علَّمه أن يقول: إني عبد الله آتاني الكتاب، وجعلني نبياً.
وكلمة (يوم) هنا؛ تعني: حين؛ لأنّ (يوم) تعني: النّهار، وهو قد يكون ولد ليلاً، أو يموت ليلاً، أو يبعث ليلاً، واختار هذه الأزمنة: زمن ولادته وموته وبعثه؛ لأنّها أزمنة صعبة يحتاج فيها الإنسان للسلامة من الأذى، والمكروه، وكذلك الأمن، والطّمأنينة. ارجع إلى الآية (١٥) من السّورة نفسها؛ للبيان.
﴿ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ﴾: ذلك: اسم إشارة، واللام: للبعد، والتّعظيم، ويشير إلى عيسى ﵇. واسم عيسى يأتي في سياق النداء والتكليف، وفي سياق تعداد الرسل أو بشكل عام، بينما يأتي اللقب المسيح في سياق الثناء والعقيدة.
﴿قَوْلَ الْحَقِّ﴾: قول الحق؛ أي: ما قاله الله سبحانه بشأن عيسى ابن مريم هو الحق من كون عيسى كلمة الله ألقاها إلى مريم، وكونه خلق، كما خلق آدم، وبكلمة كن فيكون.
﴿الَّذِى فِيهِ يَمْتَرُونَ﴾: يمترون من المراء: وهو الجدال، والقول الباطل بعد ظهور الحق؛ أي: عيسى ليس إلهاً، أو ابن إله، أو ثالث ثلاثة.