﴿يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ﴾: يُنزل الله -جل وعلا- الملائكة؛ أيْ: جبريل ﵇، وسمِّي باسم الجمع؛ لعظم مقامه، وسمِّي بالرّوح الأمين.
﴿بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ﴾: بالروح: الباء: للإلصاق؛ والرّوح: يعني: الوحي، أو القرآن، وسمِّي روحاً؛ لأنّ فيه حياة القلوب؛ فالقرآن هو الرّوح الحقيقية للمؤمن، إضافة إلى روحه الّتي بين جنبيه، ويؤيد ذلك قوله تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا﴾ [الشّورى: ٥٢]، وبذلك نتبيَّن أنّ للمؤمن روحين، وليس روحاً واحدة.
﴿مِنْ أَمْرِهِ﴾: من: ابتدائية.
﴿أَمْرِهِ﴾: بأمر الله تعالى، وإرادته، وإذنه؛ أيْ: نزول الوحي، أو نزول الملائكة لا يكون إلا بأمر الله تعالى، وكما قال تعالى على لسان جبريل ﵇: ﴿وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ﴾ [مريم: ٦٤]، وكل ما ينزل من أمر الله فيه حياة للنفوس.