للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٢ - ثمّ نزلت الآية (١) من سورة النّحل ثانياً: ﴿أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ ترتيب نزول سورة النّحل (٧٠).

٣ - ثمّ نزلت الآية (١) من سورة الأنبياء ثالثاً: ﴿اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِى غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ﴾ ترتيب سورة الأنبياء (٧٣).

وكأنه سبحانه يقول: اقتربت السّاعة، اقترب أمر الله (العذاب)، اقترب الحساب: بالترتيب.

سورة النحل [١٦: ٢]

﴿يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ﴾:

﴿يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ﴾: يُنزل الله -جل وعلا- الملائكة؛ أيْ: جبريل ، وسمِّي باسم الجمع؛ لعظم مقامه، وسمِّي بالرّوح الأمين.

﴿بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ﴾: بالروح: الباء: للإلصاق؛ والرّوح: يعني: الوحي، أو القرآن، وسمِّي روحاً؛ لأنّ فيه حياة القلوب؛ فالقرآن هو الرّوح الحقيقية للمؤمن، إضافة إلى روحه الّتي بين جنبيه، ويؤيد ذلك قوله تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا﴾ [الشّورى: ٥٢]، وبذلك نتبيَّن أنّ للمؤمن روحين، وليس روحاً واحدة.

﴿مِنْ أَمْرِهِ﴾: من: ابتدائية.

﴿أَمْرِهِ﴾: بأمر الله تعالى، وإرادته، وإذنه؛ أيْ: نزول الوحي، أو نزول الملائكة لا يكون إلا بأمر الله تعالى، وكما قال تعالى على لسان جبريل : ﴿وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ﴾ [مريم: ٦٤]، وكل ما ينزل من أمر الله فيه حياة للنفوس.

﴿عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ﴾: على: تفيد العلو، والسّمو، والمشقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>