﴿تَسْتَعْجِلُوهُ﴾: الهاء: هنا تعود على يوم القيامة، أو تعود على عذاب الله سبحانه، والاستعجال: هو طلب الحدث أو الشيء قبل وقته، وهو: مذموم غالباً، نقيض العجلة الأناة وهي محمودة.
﴿سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾: فالله سبحانه نهى عن الاستعجال؛ فقال: فلا تستعجلوه، ثمّ قرن النّهي بالتّنزيه له عن الشّركاء؛ فقال -جل وعلا-: ﴿عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾.
﴿سُبْحَانَهُ﴾: تعني: التّنزيه الكامل لذاته، وعمّا لا يليق بجاهه؛ فلا ذات مثل ذاته، ولصفاته، وأفعاله عن أيِّ شيء يوجد في البشر، وغير البشر، وعن الشّرك، والولد، والعجز، والنّقص؛ سبحانه: مصدر سبح.
﴿عَمَّا﴾: مركبة من عن: تفيد المجاوزة، والمباعدة، وما: اسم موصول؛ بمعنى الّذي، أو مصدرية.
﴿يُشْرِكُونَ﴾: به من الآلهة، والأصنام، والولد، والصّاحبة، والشّمس، والقمر، والكواكب، والأولياء، والأنبياء، والملائكة.
يشركون: جاءت بصيغة المضارع بدلاً من أشركوا؛ لأنّ شركهم بالله يتجدَّد، ويتكرَّر، ولا ينتهي، ويتوقف.
ولا بُدَّ من الانتباه كيف توالى نزول هذه الآيات الّتي تتعلق بيوم القيامة، والسّاعة.
١ - فقد نزلت الآية (١) من سورة القمر أوّلاً: ﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ﴾ ترتيب نزول سورة القمر (٣٧).