تعصف بالعبد، أو تصيب العبد لفعل الفاحشة الجنسية، وتغطي على عقله؛ فتعمى بصيرته، كما يغطي الخمر على عقول شاربيه.
﴿يَعْمَهُونَ﴾: مشتقة من العمه في البصيرة، أو العمى في الرّأي، وهو التّردد، والحيرة في الضلال، والتّخبط، كما يفعل السّكران. وأما العمى: فهو عمى العين.
سورة الحجر [١٥: ٧٣]
﴿فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ﴾:
﴿فَأَخَذَتْهُمُ﴾: الفاء: تدل على التّرتيب، والمباشرة؛ أخذتهم: قضت عليهم الصّيحة؛ أي: أهلكتهم.
﴿الصَّيْحَةُ﴾: نوع من أنواع العذاب. ارجع إلى سورة المؤمنون، آية (٤١)؛ للبيان.
﴿مُشْرِقِينَ﴾: أي: بدأت الصّيحة بدخول صباح الفجر، وانتهت بطلوع الشّمس، أو الدّخول في وقت شروق الشّمس، وكيف علمنا أنّ بداية الصّيحة كانت عند دخول الصباح؟ هي الآية (٦٦)، وهي قوله تعالى: ﴿أَنَّ دَابِرَ هَؤُلَاءِ مَقْطُوعٌ مُّصْبِحِينَ﴾: وقت دخول الصباح (الفجر)، ونهاية الصّيحة كانت في قوله مشرقين؛ مشرقين: وقت شروق الشّمس.
﴿فَجَعَلْنَا﴾: الفاء: للترتيب، والمباشرة، والتّعقيب؛ جعلنا: صيرنا، والضّمير يعود إلى الله، وملائكته.
﴿عَالِيَهَا سَافِلَهَا﴾: عاليها: هاء الضّمير تعود إلى قرى قوم لوط (المؤتفكات)؛ أي: اجتثت قراهم الخمسة؛ أي: اقتلعت من الأرض، ثمّ رفعت إلى السّماء، ثمّ قُلبت قراهم عاليها سافلها؛ أي: انقلاباً تاماً، وهوت على الأرض.