﴿سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ﴾: السّنة: الطّريقة الّتي يصرِّف الله سبحانه بها كونه بما يحقق مصلحة الكون، والإنسان؛ أي: قوانين خلقه، وكونه.
﴿الْأَوَّلِينَ﴾: الّذين جاءوا قبلكم من الأمم كيف فعلنا بهم، أو أهلكناهم بسبب تكذيبهم لرسلهم. ارجع إلى سورة الفتح، آية (٢٣)، وسورة آل عمران، آية (١٣٧) وسورة النساء آية (٢٦)؛ لبيان معنى: السُنة.
﴿فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا مِنَ السَّمَاءِ﴾: هذه الآية من آيات الإعجاز العلمي في القرآن؛ فقد أثبتت الحقائق العلمية الحديثة: أن المركبات الفضائية إذا أرادت أن تخرج من الغلاف الجوي المحيط بالأرض لا تستطيع أن تخرج إلى حيز، أو مدار آخر، أو فلك آخر إلا من أماكن محددة تسمى: منافذ الغلاف الجوي (تسمى باباً)؛ فمن هذه الآية نستنتج: أنّ هناك أبواب للسماء إذا أرادت المركبات الفضائية الخروج إلى مدارات أخرى لا بد أن تخرج منها؛ كي تخرج بسلامة، أمّا إذا حاولت الخروج من غير هذه المنافذ، أو الأبواب تنفجر، وتتحطم على الفور؛ فالسّماء؛ أي: السّموات بناء محكم شديد الترابط بقوى كثيرة، وليست السّماء فراغاً كما كان يظن النّاس؛ فليس هناك فراغاً أبداً، إنما الكون مليء بالمادة، والغازات، والطاقة.
والسّماء تعريفها: هو كل ما علاك، وتشمل السّموات السّبع، وما بينهن.
﴿فَتَحْنَا عَلَيْهِم﴾: ولم يقل فتحنا لهم؛ لأنّ على: تعني العلو، والاستعلاء، والمشقة؛ لأنّ الخروج من هذه الأبواب ليس سهلاً، وثانياً هم سوف يعرجون، أو يصعدون من أسفل إلى أعلى فالباب سيفتح لهم من أعلاهم، أو أنزلنا عليهم سُلماً يصعدون به إلى أعلى.