﴿فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ﴾: فظلوا: الفاء: للترتيب، والمباشرة؛ ظلوا: من ظل؛ وظل: تستعمل خاصة للعمل في النّهار، وأمسى: تستعمل خاصة للعمل بالليل، وكان: تستعمل لمطلق الزّمان؛ فظل تعني: في ضوء النّهار؛ أي: ظلوا يصعدون في ضوء النّهار.
﴿فِيهِ﴾: ظرف زماني، ومكاني، والهاء: تعود على الباب؛ أي: فظلوا يعرجون نهاراً حتى يصلوا إلى الطبقة المظلمة المحيطة بالكون، وعندها لا يرون إلا الظلام.
﴿يَعْرُجُونَ﴾: تحمل معنى أول، وهو الصّعود، ومعنى ثان الحركة بشكل مائل إذن يعرجون تعني الصّعود مع الميلان بشكل مائل؛ أي: بخط منحني غير مستقيم؛ لأنّ السّماء الدّنيا مليئة بالأجرام، وهذه الأجرام تختلف في كتلها، وسرعة دورانها، وقوى التّجاذب، وقوى الطرد المركزي.
﴿يَعْرُجُونَ﴾: مشتقة من العرج، وهو الميل بالحركة؛ أي: يصعدون بشكل مائل، أو منحي، ولو كان الصّعود في الليل لقال الحق فباتوا فيه يعرجون بدلاً من كلمة فظلوا.
فسوف يرون ظلاماً يسيطر على الكون، والأرض؛ أي: محيطاً بالأرض، ويرون الشّمس، والنّجوم بقاع، أو نقاط باهتة لا تعطي نوراً.
فمن أين جاء الظّلام، وهذه هي حقيقة علمية في علم الفلك، والفضاء أننا لو تجاوزنا الغلاف الجوي سنرى ظلاماً قد أطبق على الكرة الأرضية؛ أي: ما حول الأرض غلاف مظلم، وطبقة النّهار، أو الطبقة المضيئة طبقة لا يزيد سمكها عن (٢٠٠ كم)، ومعظم أشعة الشّمس لا تصل إلينا إنما فقط تصل إلينا حزمة من أشعة الشّمس تسمّى حزمة الضوء المرئي المكونة من ألوان الأطياف السبعة الّتي حين تختلط بالطبقة الغازية المضيئة حول الأرض، وتعطينا هذا الضوء الأبيض.