ولو قارنا هذه الآية مع الآية (٦) من سورة الزّخرف: ﴿وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِنْ نَّبِىٍّ فِى الْأَوَّلِينَ وَمَا يَأْتِيهِم مِنْ نَّبِىٍّ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ﴾، كم هنا: خبرية؛ تفيد التّكثير؛ لأنّ الأنبياء عددهم أكثر بكثير من الرّسل.
سورة الحجر [١٥: ١٢]
﴿كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِى قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ﴾:
﴿كَذَلِكَ﴾: تعني: مثل ذلك؛ أي: كما سلكنا: أدخلنا الكفر، والتّكذيب، والاستهزاء في قلوب شيع الأولين من الأمم السابقة؛ كذلك ندخله في قلوب المجرمين من مشركي مكة، وغيرهم من المكذبين.
﴿نَسْلُكُهُ﴾: ندخله، والسّلك: أعم من الإدخال، والإدخال: حالة خاصة من السّلك؛ فالسّلك: يضم الإدخال، وغير الإدخال، ويعني: إدخال الشّيء في شيء آخر بسهولة بعكس الدّخول الّذي يعني: أكثر صعوبة، ومشقة، والهاء في نسلكه: تعود إلى الكفر، أو الشّرك، أو التّكذيب، أو الاستهزاء، وقد تعود إلى الذّكر؛ أي: القرآن، وقد تشمل الكل.
﴿فِى قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ﴾: جمع مجرم، ولبيان معنى المجرمين ارجع إلى سورة الأنعام آية (٥٥)، وسورة الجاثية آية (٣١).