﴿نَحْنُ نَزَّلْنَا﴾: للتوكيد أنّ المنزل هو الله وحده.
﴿الذِّكْرَ﴾: القرآن. ارجع إلى الآية (٦) من نفس السورة، والآية (١) من سورة (ص)؛ للبيان.
رداً على قولهم: يا أيها الّذي نزل عليه الذّكر إنك لمجنون.
﴿وَإِنَّا لَهُ﴾: للتكرار، والتّوكيد. له: الهاء: تعود على الذّكر.
﴿لَحَافِظُونَ﴾: اللام: لام التّوكيد؛ حافظون: من التّبديل، والتّغيير، والزّيادة، والنّقص، والتّحريف؛ بخلاف الكتب السّماوية السّابقة؛ فإنّه سبحانه لم يتولى حفظها، وإنما استحفظ الرّبانيين، والأحبار فما رعوها حق رعايتها؛ حافظون: ﴿لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ﴾ [فصلت: ٤٢]، وحافظون: جملة اسمية تفيد الثّبات، والاستمرار. بينما أوكل الله ﷾ حفظ الكتب الأخرى كالتوراة والإنجيل إلى الأحبار والرهبان كما قال تعالى: ﴿بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ﴾ [المائدة: ٤٤]، فلم يحفظوها كما عهد الله إليهم مما أدى إلى ضياع بعضها وإلى تغير وتبديل بعضها.