للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لنقارن قوله تعالى: ﴿وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ﴾ [آية: ٩١]، مع قوله تعالى: ﴿إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ﴾ [آية: ٩٧]:

قالوا ليوسف: ﴿وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ﴾: استعمل إن: المخففة؛ تدل على توكيد خفيف.

وقالوا لأبيهم: ﴿إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ﴾: استعمل: إنّا: المشددة؛ لأنّ إساءتهم إلى أبيهم كانت أشد؛ حيث أصيب بالحُزن، والعمى، واللوعة على فقدان يوسف، وأخيه لسنين طويلة؛ أما إساءتهم مع يوسف كانت لا تقارن مع إساءتهم لأبيهم؛ نعم فعلوا ما فعلوا بيوسف، ولكن أصبح عزيزاً، وعلى خزائن الأرض، ولذلك قال لهم أبوهم: سوف أستغفر لكم ربي. وقال لهم يوسف: لا تثريب عليكم اليوم.

سورة يوسف [١٢: ٩٩]

﴿فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ﴾:

﴿فَلَمَّا﴾: الفاء: للترتيب، والتّعقيب؛ لما: ظرف زماني؛ بمعنى: حين.

﴿دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ﴾: أيْ: أباه، وخالته؛ لأنّ أمّه قد ماتت من قبل، ولم يقل: والديه، وفي هذا إكرام لخالته التي هي بمنزل أمه، رغم أن والده هو يعقوب فهو غلب خالته على أبيه بالذكر.

﴿آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ﴾: قد تعني: لما خرج لاستقبال أبويه خارج المدينة أركب معه أبواه في عربته، أو مركبته، أو أنزل أبواه عنده في بيته، وقدَّم كلمة إليه: للدلالة على الحصر؛ أيْ: لا يريد منهما إلا أن ينزلا عنده في بيته، ولم يقل: آوى أبويه إليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>