للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

﴿فَارْتَدَّ بَصِيرًا﴾: الرّدة: العودة إلى الحال الأولى؛ أيْ: رجع يعقوب يبصر، ويرى كما كان قبل فقدان بصره.

فكان قميص يوسف معجزة أولاً بسبب رائحته الّتي سبقت القميص بثماني ليال، وثانياً: حين ألقي القميص على وجه يعقوب ارتد بصيراً.

﴿قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَّكُمْ إِنِّى أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾: قال يعقوب لأهله، ومن حوله عندها: ألم أقل لكم: إنّي أعلم من الله ما لا تعلمون؛ لأنّه نبي، ويوحى إليه.

الفرق بين يأتي بصيراً، فارتد بصيراً:

يأتي بصيراً: كما ورد في الآية (٩٣) من نفس السّورة.

يأتي إليَّ مع كلِّ أهله إلى مصر وهو مبصر.

أما فارتد بصيراً: رجع يعقوب ذا بصر بعد أن كان أعمى فرجع بصيراً؛ أيْ: رجع إلى ما كان عليه من الإبصار؛ كأن لم يصب بابيضاض العينين.

ففي الآية (٩٣) قال: ﴿فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِى يَأْتِ بَصِيرًا﴾، وفي الآية (٩٦): ﴿فَارْتَدَّ بَصِيرًا﴾؛ أي: ارتد بصيراً أولاً، ثمّ يأتي إليَّ بصيراً ثانياً، أو بعد ذلك.

سورة يوسف [١٢: ٩٧]

﴿قَالُوا يَاأَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ﴾:

﴿قَالُوا يَاأَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا﴾: هنا يقرُّ الإخوة بالذّنب، ويعترفون لأبيهم، ويطلبون منه الاستغفار لذنوبهم.

﴿إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ﴾: استعمل النّون المشددة في إنّا مع أبيهم؛ للتوكيد، بينما مع أخيهم قالوا: وإن كنا لخاطئين. إن: المخففة (التّوكيد أخف).

<<  <  ج: ص:  >  >>