﴿أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾: أرحم على وزن أفعل، أو أفضل الرّاحمين على الإطلاق؛ أيْ: إن وُجِدَ راحمون؛ فهو أرحمهم؛ فهو من فضله أطلق عليهم راحمين، ولكنه سبحانه هو وحده أرحم الراحمين؛ لأن رحمته لا تزول ودائمة، ومتعلِّقة بذاته بينما رحمة غيره زائلة، وفانية بموت صاحبها.
﴿اذْهَبُوا بِقَمِيصِى هَذَا﴾: طلب من إخوته أن يذهبوا؛ أيْ: يعودوا إلى ديارهم، ويأخذوا معهم قميصه: ثوبه، ولم يقل: ارجعوا بقميصي هذا؛ لأنّ معنى ارجعوا بقميصي: أنّ القميص كان معهم حين قدِموا إلى مصر، ولكي يتجنَّب ذلك الظّن قال اذهبوا.
﴿فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِى﴾: ولم يقل أبيكم؛ فكأنهم لا يستحقون أن يكون أباً لهم لما فعلوه بأبيهم منذ فقدان يوسف؛ فقد ابيضَّت عيناه من الحزن، وهو كظيم، وأصبح حرضاً، أو من الهالكين، ولذلك قال: وجه أبي.
﴿يَأْتِ بَصِيرًا﴾: وعلم ذلك من الوحي الّذي أخبره بالقيام بذلك من باب المعجزة، أو الكرامة ليعقوب، وابنه يوسف ﵇، وأنّ الله أرحم الرّاحمين.
﴿وَأْتُونِى بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ﴾: أجمعين: تفيد التّوكيد؛ أي: ائْتوني بجميع الأهل من دون استثناء.