﴿فَصَلَتِ الْعِيرُ﴾: القافلة (الإبل والدّواب المحملة بالطّعام، والزّاد مع أهلها)، وفصلت: تدل على شيء كان ملتصقاً بشيء، ثمّ انفصل، وفصلت العير: خرجت من مصر متجهةً إلى مكان إقامة يعقوب.
﴿قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّى لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ﴾: قال يعقوب: إنّي: للتوكيد.
﴿لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ﴾: أيْ: أشعر بريح تحمل رائحة يوسف؛ أيْ: هو لا يزال حياً يرزق، وأشم رائحته، الرّائحة المنبعثة من قميص يوسف.
﴿لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ﴾: لو: حرف شرط.
﴿أَنْ تُفَنِّدُونِ﴾: أن: مصدرية تفيد التّعليل، والتّوكيد؛ خاطب يعقوب من حوله من الأهل؛ لأنّ أولاده لا زالوا في طريق العودة. التّفنيد: مرض الخرف، وضعف العقل، وضعف الرّأي بسبب الهرم، وتقدُّم العمر.
﴿لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ﴾: لولا اتِّهامكم لي بالخرف، والهرم لصدقتموني، والسؤال لماذا لم يشم رائحة يوسف عندما كان يوسف في مصر؟ قيل: لأنّ الرّوائح في المدينة كثيرة، وتختلط مع بعضها، أو لبعد المسافة أيضاً.