﴿وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ﴾: وإن المخففة تفيد التّوكيد.
﴿لَخَاطِئِينَ﴾: اللام: تزيد التّوكيد في الخطأ فيما قاموا به، ولم يقل: من المخطئين؛ الخاطئ: هو الّذي يعلم الصّواب، ويتعدّاه، والخاطئ: من يرتكب الذّنب عمداً، أمّا المخطئ: هو من لا يعلم الصّواب أصلاً، لا طريقه، ولا مكانه؛ فهو يرتكب الخطأ من دون عمد، أو قصد.
إذن: هم يعترفون بذنبهم، وأنهم ارتكبوه عمداً؛ حيث ألقَوا يوسف في غيابة الجبِّ.
﴿قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ﴾: قال يوسف لإخوته:
﴿لَا﴾: النّافية للجنس.
﴿تَثْرِيبَ﴾: عتاب، أو لوم.
﴿عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ﴾: أيْ: بعد اليوم، والتّثريب: اللوم العنيف مأخوذ من الثّرب: وهو الدّهن الكثيف، وهو الغطاء الشحمي الواقع تحت جدار البطن يغطي الأمعاء؛ أيْ: مع أنّكم تستحقون أن تلاموا على ما فعلتم بي لوماً عنيفاً يذيب الشّحم الشّديد شحم بطونكم، ولكني أسأل الله أن يغفر لكم.