حدوثه. وإن تولوا: تعرضوا عن الإيمان، أو تبتعدوا عنه، أو تتهاونوا في العبادة، وتقصروا في طاعة الله؛ فإني أخاف عليكم عذاب يوم كبير.
وهناك فرق بين تولوا، وتتولوا:
تولوا: تستعمل في قلة التّولي عن الإيمان، وطاعة الله، كما يحدث لبعض المؤمنين.
أما تتولوا: كما في قوله تعالى: ﴿وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ﴾ الآية (٥٢) من نفس السورة؛ فتدلّ على كثرة التّولي، والإعراض، كما يحدث في تولي الكفرة، أو شدة التّولي.
﴿فَإِنِّى﴾: الفاء: للتوكيد، إني: لزيادة التّوكيد.
﴿أَخَافُ عَلَيْكُمْ﴾: الخوف: وهو توقع الضّرر مع الشّك بوقوعه.
﴿عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ﴾: كبير وصف لليوم، ويوم كبير: يوم القيامة، ونكَّرهُ؛ للتّهويل، والاستعداد له، كبير في أحداثه؛ حيث تضع كلّ ذات حمل حملها، وترى النّاس سكارى وما هم بسكارى … وغيرها من الأحداث الجسام.
﴿إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ﴾: إلى: جار ومجرور، ولفظ الجلالة: تقديمه في الآية؛ ليدلّ على الحصر؛ فقط إلى الله وحده مرجعكم لا إلى غيره، بالموت، ثمّ بالبعث، والحشر.
ولم يقل جميعاً كما قال تعالى في الآية (١٠٥) من سورة المائدة، وهي قوله تعالى: ﴿إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا﴾ المخاطب في آية المائدة المؤمنين والكافرين؛ جميعاً: أيضاً تستعمل إذا كان السّياق، أو المخاطب طوائف مختلفة،