أولاً: حاشا للنّبي أن يكون من الشّاكين، أو الممترين.
قال ابن عباس ﵄: لم يكن رسول الله ﷺ في شك، ولم يسأل. قال ﷺ:«لا أشك ولا أسأل»، وإن كان الخطاب موجَّهاً للنّبي ﷺ فهو موجَّه إلى كلّ من يشك في القرآن، وأنه الحقّ من ربك، سواء أكان من أتباع محمّد ﷺ، أم غيره.
﴿فَإِنْ﴾: الفاء: استئنافية. إن: شرطية تستعمل للأمور الافتراضية، والّتي فيها شك في الحدوث.
﴿كُنْتَ فِى شَكٍّ﴾: الشّك: هو عندما تتساوى درجة الإثبات، ودرجة النّفي.
﴿مِمَّا﴾: مركبة من الاستغراقية، وما: تستعمل لذوات ما لا يعقل، وصفات من يعقل، وأوسع من حرف من، وأكثر إبهاماً، شيء مهما كان صغيراً، أو كبيراً.
﴿أَنزَلْنَا إِلَيْكَ﴾: أنزلنا؛ تعني: جملة واحدة، أو دفعة واحدة من اللوح المحفوظ إلى السّماء الدّنيا ليلة القدر. الكتاب: القرآن.
﴿إِلَيْكَ﴾: إلى: تفيد عموم الغايات: البداية، الوسطى، النهاية؛ أيْ: لينتهي، أو يصل إلى أيدي النّاس، وعقولهم.