﴿قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ﴾: وعندما أبلغهم الرّسول ﷺ الإنذار، أو أنذرهم باتباع منهج الله تعالى، قال الكافرون: ﴿إِنَّ﴾: للتوكيد.
﴿هَذَا﴾: الهاء: للتنبيه؛ ذا: اسم إشارة؛ يشير إلى رسول الله ﷺ.
﴿لَسَاحِرٌ مُبِينٌ﴾: أي: اتهم الكافرون الرّسول ﷺ بكونه: ساحراً مبيناً: اللام في كلمة لساحر: تفيد التوكيد. مبين: واضح، وبيِّن لكل من يعرفه: أنّه ساحر، وما جاء به السِّحر الواضح الّذي لا يحتاج إلى برهان، أو دليل، وفي آيات أخرى: اتَّهموا القرآن بأنّه سحر؛ كقوله تعالى: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ﴾ [سبأ: ٤٣].
والسّاحر: هو الّذي يقوم بأعمال توهم أنها حقيقة، وهي حيل، وتخيلات، ولو كان ساحراً كما زعموا لماذا لم يسحرهم حتّى يؤمنوا، وينتهي الأمر، واتَّهموه بالسّاحر، أو ما جاء به السحر حين رأوا من تأثيره القوي في النفوس، والقلوب، وكونه خارقاً للعادات، وظنوا أن رسول الله ﷺ ما يقوم به، أو جاء به هو نوع من الحيل والشعوذة، أو كيف يُوحَى إليه. ارجع إلى سورة طه، آية (٥٨)، وسورة البقرة، آية (١٠٢).