﴿إِلَى رَجُلٍ مِّنْهُمْ﴾: إلى محمد ﷺ. منهم: من قريش يعرفونه.
﴿أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ﴾: أن: للتوكيد. أنذر النّاس: أنذر من الإنذار: وهو الإعلام مع التحذير، أو التّخويف، أو الزّجر، والإنذار: يكون بعدم فعل شيء ما، أو تركه، أو الحثِّ على ألا يُقدِمَ على ما يضره.
﴿النَّاسَ﴾: تشمل: الإنس، والجن.
الإنذار إذن لكلّ النّاس بما فيهم المؤمن والكافر. ارجع إلى الآية (٢١) من سورة البقرة.
﴿وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا﴾: البشارة تكون فقط لمن آمن. الّذين آمنوا، ولا تكون إلا بالخير عادة (البشارة المطلقة)، أما البشارة المقيدة: فقد تكون بالشّر؛ كقوله تعالى: ﴿فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ تكون على سبيل التهكم، والسّخرية. ارجع إلى الآية (١١٩) من سورة البقرة؛ للبيان.
﴿أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ﴾: أنّ: للتوكيد (حرف مشبه بالفعل). لهم: اللام: لام الاختصاص. لهم: خاصَّة، قدم صدق: سابقة خير؛ أيْ: ما قدَّموه من الأعمال الصّالحة في دنياهم قد وصل. قدَم: هو العضو المعروف الّذي نمشي عليه، وهو وسيلة للسعي، والسّبق؛ لأنّ السّعي والسّبق إلى الأعمال الصالحة غالباً ما يكون بالقدم؛ فعبر عن الإيمان، والاستماع، واتِّباع المنهج الرّباني بالقدم على سبيل المجاز، أو أنّهم قد قدَّموا أعمالاً صالحة في دنياهم فجزاء ذلك أن يكون لهم مقعد صدق عند ربهم.