﴿أَنَّ اللَّهَ بَرِاءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ﴾: أنّ: للتوكيد، الله بريء من المشركين ورسوله: هذا هو نص الأذان، وهنا يجب الانتباه إلى أمرين:
الأوّل: قولُهُ: ورسولُهُ: بالضّم، ولو جاءت بالفتح: ورسولَهُ: لكان ذلك يعني: أنّ الله بريء من المشركين، وبريء من رسوله، وهذا خطأ فاحش.
والأمر الثّاني: لو عطف بالرّفع، وقال: أنّ الله بريء من المشركين، ورسولَه: لكانت براءة الرّسول بمنزلة براءة الله، وهذا غير صحيح؛ لأنّ براءة الرّسول ﷺ تابعة لبراءة الله، ولذلك عطف بالرّفع على منصوب؛ ليفيد كلا المعنيين.
فإن: الفاء: للتوكيد، إنّ: شرطية تفيد الاحتمال.
﴿تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ﴾: رغم الإعلام بالبراءة، وإمهاله أربعة أشهر لا يغلق الله سبحانه باب رحمته أبداً بالتّوبة؛ فإن تبتم من الكفر، والغدر، ونقض العهود؛ فهو أفضل لكم وخيرٌ.
﴿تَوَلَّيْتُمْ﴾: عن التّوبة، أو الوفاء، بالعهود، وامتثال أوامر الله ورسوله.
﴿فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِى اللَّهِ﴾: اعلموا علم اليقين.
﴿غَيْرُ مُعْجِزِى اللَّهِ﴾: فائتين (ناجين) من عقابه، وعذابه.
﴿وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾: البشارة عادة هي الإعلام بخبر سار لأول مرة، ولكن استعملت هنا: للتهكم، والتقريع بهم، بدلاً من القول، وأنذر؛ قال وبشر بعذاب أليم، لا يستطيع أحد على تحمله.