للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

﴿الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئًا﴾: أي: الّذين لم ينقضوا عهدهم معكم، أو لم ينقضوا من بنود العهد شيئاً.

﴿شَيْئًا﴾: نكرة؛ أيْ: لم يقتلوا منكم أحداً، ولم ينقصوكم من الممتلكات شيئاً؛ بالاستيلاء على أموالكم، أو التّعرض لتجارتكم، ولم تبدر منهم أيُّ خيانة أمثال بني بكر، وبني ضمرة.

﴿وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا﴾: أيْ: لم يُعينوا عليكم أحداً، يظاهروا: اشتقت من رفع الحمل على الظّهر، ولكي ترفعه على الظّهر تحتاج إلى من يساعد على رفعه.

﴿فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ﴾: أيْ: أتموا العهد إلى مدته مهما طالت، والوفاء بالعهد من فرائض الإسلام، والفاء: للمباشرة، والتّوكيد.

﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ﴾: جاء بكلمة المتقين؛ لأنّ من يوفي بالعهد هو من المتقين، والمتقين الّذين امتثلوا لأوامر الله تعالى، وقالوا: سمعنا، وأطعنا، وتجنَّبوا نواهيه.

﴿إِنَّ اللَّهَ﴾: للتوكيد، يحب المتقين، وجاءت كجملة اسمية؛ لتدل على ثبوت صفة الوفاء بالعهد، والتّقوى.

سورة التوبة [٩: ٥]

﴿فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾:

﴿فَإِذَا﴾: الفاء: عاطفة، إذا: شرطية؛ تفيد حتمية الحدوث.

﴿انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ﴾: انسلخ: انقضت وانتهت، وخرجت الأشهر الحرم؛ أيْ: أشهر الأمان الأربعة الّتي أبيح فيها للمشركين الّذين نقضوا عهدهم أن يسيحوا في الأرض بأمان، وشبه انقضاء الأشهر الأربعة بما يقوم به الجزار بسلخ

<<  <  ج: ص:  >  >>