﴿الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئًا﴾: أي: الّذين لم ينقضوا عهدهم معكم، أو لم ينقضوا من بنود العهد شيئاً.
﴿شَيْئًا﴾: نكرة؛ أيْ: لم يقتلوا منكم أحداً، ولم ينقصوكم من الممتلكات شيئاً؛ بالاستيلاء على أموالكم، أو التّعرض لتجارتكم، ولم تبدر منهم أيُّ خيانة أمثال بني بكر، وبني ضمرة.
﴿وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا﴾: أيْ: لم يُعينوا عليكم أحداً، يظاهروا: اشتقت من رفع الحمل على الظّهر، ولكي ترفعه على الظّهر تحتاج إلى من يساعد على رفعه.
﴿فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ﴾: أيْ: أتموا العهد إلى مدته مهما طالت، والوفاء بالعهد من فرائض الإسلام، والفاء: للمباشرة، والتّوكيد.
﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ﴾: جاء بكلمة المتقين؛ لأنّ من يوفي بالعهد هو من المتقين، والمتقين الّذين امتثلوا لأوامر الله تعالى، وقالوا: سمعنا، وأطعنا، وتجنَّبوا نواهيه.
﴿انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ﴾: انسلخ: انقضت وانتهت، وخرجت الأشهر الحرم؛ أيْ: أشهر الأمان الأربعة الّتي أبيح فيها للمشركين الّذين نقضوا عهدهم أن يسيحوا في الأرض بأمان، وشبه انقضاء الأشهر الأربعة بما يقوم به الجزار بسلخ