﴿فَسِيحُوا﴾: من السّياحة، والسّياحة في الأصل: جريان الماء، كما تمليه الطّبيعة، ثم استعملت في السّير، وسبب هذه الأربعة أشهر حتّى لا يُنسب إلى المسلمين الغدر، أو نبذ العهد دون إعلان، أو إنذار.
﴿أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ﴾: تبدأ من قراءة علي ﵁ لهم هذا الإنذار في منى من السّنة التّاسعة للهجرة، وكان معه أبو بكر ﵁.
﴿وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِى اللَّهِ﴾: أنكم: تفيد التّوكيد. غير معجزي الله: بالهرب، أو التّحصُّن، أو الخفاء بعد هذه المهلة؛ أيْ: لا تفوتونه.
﴿وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِى الْكَافِرِينَ﴾: وأنّ: للتوكيد، مخزي: من الخزي: وهو الذّل، والفضيحة في الدّنيا، والآخرة، سواء أكان ذلك بالقتل، والتّشريد، أم العذاب بالبأساء، والضّراء في الدّنيا، وفي الآخرة بعذاب النّار.
﴿وَأَذَانٌ﴾: أيْ: إعلام، أو بلاغ من الله، ورسوله: وهو ما قرأه علي ﵁ عليهم في منى، وأذان: مصدر أذن.
﴿إِلَى النَّاسِ﴾: جميعاً من عاهد، أو لم يعاهد، ومن نكث، أو لم ينكث بعهده.
﴿يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ﴾: وسمِّي الحجَّ الأكبرَ؛ لأنّه الحج الوحيد الّذي اجتمع فيه الكفار، والمؤمنون معاً، وبعدها لم يسمح لهم بالاقتراب من المسجد الحرام، وقد يكون لتسمية الحج الأكبر أسباب أخرى؛ منها: كون يوم عرفة كان يوم الجمعة، أو الحج الأكبر؛ لأنّه كان حج قران (عمرة، وحج معاً).