للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

﴿فَسِيحُوا﴾: من السّياحة، والسّياحة في الأصل: جريان الماء، كما تمليه الطّبيعة، ثم استعملت في السّير، وسبب هذه الأربعة أشهر حتّى لا يُنسب إلى المسلمين الغدر، أو نبذ العهد دون إعلان، أو إنذار.

﴿أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ﴾: تبدأ من قراءة علي لهم هذا الإنذار في منى من السّنة التّاسعة للهجرة، وكان معه أبو بكر .

﴿وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِى اللَّهِ﴾: أنكم: تفيد التّوكيد. غير معجزي الله: بالهرب، أو التّحصُّن، أو الخفاء بعد هذه المهلة؛ أيْ: لا تفوتونه.

﴿وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِى الْكَافِرِينَ﴾: وأنّ: للتوكيد، مخزي: من الخزي: وهو الذّل، والفضيحة في الدّنيا، والآخرة، سواء أكان ذلك بالقتل، والتّشريد، أم العذاب بالبأساء، والضّراء في الدّنيا، وفي الآخرة بعذاب النّار.

سورة التوبة [٩: ٣]

﴿وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِاءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِى اللَّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾:

﴿وَأَذَانٌ﴾: أيْ: إعلام، أو بلاغ من الله، ورسوله: وهو ما قرأه علي عليهم في منى، وأذان: مصدر أذن.

﴿إِلَى النَّاسِ﴾: جميعاً من عاهد، أو لم يعاهد، ومن نكث، أو لم ينكث بعهده.

﴿يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ﴾: وسمِّي الحجَّ الأكبرَ؛ لأنّه الحج الوحيد الّذي اجتمع فيه الكفار، والمؤمنون معاً، وبعدها لم يسمح لهم بالاقتراب من المسجد الحرام، وقد يكون لتسمية الحج الأكبر أسباب أخرى؛ منها: كون يوم عرفة كان يوم الجمعة، أو الحج الأكبر؛ لأنّه كان حج قران (عمرة، وحج معاً).

<<  <  ج: ص:  >  >>