﴿بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾: أيْ: هذه براءة من الله ورسوله.
أو ﴿بَرَاءَةٌ﴾: بالتّنوين: مصدر لفعل برأ يبرأ، والتّنوين، أو المجيء، أو البدء بالمصدر: للتفخيم.
﴿مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾: لزيادة التّفخيم، والتّهويل؛ من الله ورسوله، ولم يقل: من الله، ومن رسوله؛ لأنّ براءة الله، وبراءة رسوله هي واحدة، نفس البراءة.
و ﴿بَرَاءَةٌ﴾ من برئ؛ أيْ: سَلِم، أو تخلى، أو قطع من العيب، أو الدّين، أو الحماية، أو العهد، أو لم يبق ثمة علاقة، أو صلة، أو عهد مع المشركين؛ أيْ: هذا أمر من الله ورسوله بقطع، ونبذ عهود الموالاة للمشركين؛ الّذين عاهدتم منهم.
والخطاب موجَّه إلى رسول الله ﷺ، وأصحابه بالتّخلي عن كلّ العهود المبرمة مع المشركين؛ مثل: قبائل خزاعة، وبني مدلج، وبني خزيمة، وغيرهم.
وسبب هذه البراءة؛ لأنّ المشركين لم يوفوا بما عاهدوا عليه المؤمنين، فجاء الأمر الرّباني بنقض العهد معهم.
و ﴿عَاهَدْتُمْ﴾: من العهد، والمعاهدة: عقد العهد بين طرفين التزم كلٌّ منهما بقبول شروط العقد، وكانت العهود توثق بوضع كلّ طرف يده اليمنى بيمين الآخر، ولذلك سمِّيت أيماناً. ارجع إلى الآية (٢٧) من سورة البقرة؛ للبيان.
﴿فَسِيحُوا فِى الْأَرْضِ﴾: فسيحوا: الفاء: للترتيب، والتّعقيب، سيحوا في الأرض أربعة أشهر: أيْ: سيروا في الأرض بحرية آمنين أربعة أشهر دون قتال؛ فمن كان له عهد أقل من أربعة أشهر؛ فأجله إلى مدته، ومن كان له عهد أكثر من أربعة أشهر فأجله أربعة أشهر، ولا أمان، ولا حرية بعدها.