للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

﴿وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ﴾: أي: المطر إذا نزل على الأرض الرّملية جعلها متماسكة؛ «أيْ: يجعل الرّمل متماسك»، فلا تغوص الأقدام، والمطر كذلك يمنع هبوب الرّمل والغبار؛ مما يساعد على الرّؤية، ولم ينزل المطر على عدوهم، أو النعاس.

فبذلك وفَّر الله سبحانه لرسوله ، والصحابة كل عناصر النصر؛ مثل: النعاس، وإنزال المطر، الماء للشرب والطهارة، ويثبت به الأقدام، وإنزال الملائكة، وإلقاء الرعب في قلوب أعدائهم؛ فما عليهم إلا الصبر، واليقين بنصر الله القادم.

سورة الأنفال [٨: ١٢]

﴿إِذْ يُوحِى رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّى مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِى فِى قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ﴾:

﴿إِذْ﴾: انظر إلى الآيات السّابقة.

﴿يُوحِى رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ﴾: الوحي: هو الإعلام بالخفاء لغة. ارجع إلى سورة النساء، آية (١٦٣)؛ لمزيد من البيان. والوحي كان للرسول وحده، وليس للصحابة، ولذلك قال: (يوحي ربك)، ولم يقل: (يوحي ربكم).

﴿أَنِّى مَعَكُمْ﴾: أيْ: إني مُعينكم (بالعون) على التّثبيت، وغيره من الوسائل.

﴿فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا﴾: عن طريق الإلهام بالصّبر، والشّجاعة، وعدم الفرار؛ إذ للملائكة قدرة على الإلهام، كما للشياطين قدرة على الوسوسة، وقيل: كان الملائكة يتشبهون بصور رجال من المؤمنين، يقاتلوا في الطّليعة؛ كي يمدوهم بالشّجاعة، والعزيمة، وتقوى شوكتهم على عدوهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>