﴿سَأُلْقِى فِى قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ﴾: وهو سلاح فتاك، وجند من جنود الله. أسند إلقاء الرعب إلى نفسه سبحانه بينما الضرب للملائكة والمؤمنين.
﴿فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ﴾: أي: الرّؤوس، أو أعالي الأعناق.
﴿وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ﴾: البنان: الأصابع؛ لأنّ الأصابع إذا قطعت تعطلت وسائل الضّرب، والأيدي من دون الأصابع لا قيمة لها، وتصبح معطلة، منهم خاصَّةً؛ أي: عدوكم اقطعوا أصابعهم، وتكرار كلمة فاضربوا، واضربوا: للتوكيد، وتعني: من دون رحمة، ولا رأفة.
﴿ذَلِكَ﴾: اسم: إشارة؛ يفيد البعد، ويشير إلى الضّرب فوق الأعناق، وضرب البنان.
﴿بِأَنَّهُمْ﴾: الباء: للإلصاق، والتّعليل، أو السببية.
﴿شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ﴾: شاقوا من المشاقة المشتقة من الشّق، هذا في شق، وهذا في شق؛ أي: خالفوا وعادوا الله ورسوله.
﴿وَمَنْ﴾: شرطية، استغراقية.
﴿يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ﴾: يعادي، ويخالف، ويشاقق من المشاقة؛ أي: العداوة، ومن يشاقق الله ورسوله؛ يشاقق: ولم يقل: يشاق؛ فهو فك الإدغام، ودائماً في القرآن متى يفك الإدغام، ويقول: يشاقق: يأتي معها ذكر الرّسول ﷺ. ارجع إلى الآية (١١٥) من سورة النساء؛ لمزيد من البيان.