للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لأن الآية في سورة النساء جاءت في سياق نشوز الرجال، والإصلاح بين الزوجين، ومعاملة اليتيم، والمستضعفين من الولدان، وقوله: ﴿وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ﴾: إذن السياق والحديث هنا عن القسط، والعدل، فناسب ذلك تقديم القسط؛ أيْ: كونوا قوامين بالقسط بين الأزواج، واليتيم، والمستضعفين من الولدان، وعند الصلح.

أمّا الآية في سورة المائدة: فسبقها ذكر ﴿أَوْفُوا بِالْعُقُودِ﴾، والعهود، والدَّين، والمحرمات.

وقوله: ﴿وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِى وَاثَقَكُمْ بِهِ﴾.

إذن جاءت في سياق العقود، والعهود، والمواثيق؛ فناسب ذلك الوفاء بما أمركم الله تعالى، وتجنب ما نهاكم عنه، ولذلك قدَّم قوامين لله؛ أيْ: بالوفاء بالعهود، والعقود، والمواثيق أولاً، وهو الأهم، وأخر القيام بالقسط.

وهناك فرق بين ﴿قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ﴾، و: ﴿شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ﴾: هناك فرق بين أن تكون أنت المتهم، أو الجاني؛ أي: المشهود عليه، كما في سورة النساء، وبين أن تكون أنت الشاهد، كما في سورة المائدة.

سورة النساء [٤: ١٣٦]

﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِى نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِى أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا﴾:

﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾: نداء للذين هم على درب الإيمان بأمر جديد، أو تكليف، أو حكم، والهاء: للتنبيه.

﴿آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾: انتبه هنا! ناداهم بـ ﴿الَّذِينَ آمَنُوا﴾، ثم يقول لهم: ﴿آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾.

<<  <  ج: ص:  >  >>