للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مرضاة الله. ارجع إلى سورة البقرة، آية (١٣٣)؛ لمزيد من البيان في معنى شهداء، وقدم في هذه الآية قوامين بالقسط على شهداء لله، بينما في الآية (٨) في سورة المائدة قدم قوامين لله على شهداء لله؛ انظر في نهاية تفسير الآية إلى الفرق بين الآيتين.

﴿وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ﴾: الواو: عاطفة، لو: حرف شرط.

﴿وَلَوْ﴾: تفيد البعد؛ لأن الإنسان أبعد شيئاً أن يشهد على نفسه، وانتبه إلى قوله ﷿: ﴿وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ﴾: ولم يقل: لأنفسكم؛ تعني: لمصلحة أنفسكم، فقوله: ﴿عَلَى أَنفُسِكُمْ﴾: أيْ: وإن كانت الشهادة ضدكم، ولغير مصلحتكم.

﴿أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ﴾: أيْ: حتى لو كانت الشهادة؛ أيْ: شهادتكم ضد أبويكم، أو ضد أقاربكم، أو أقرب الخلق إليكم؛ فإياكم أن تشهدوا مودةً، أو تعصباً.

﴿إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا﴾:

﴿إِنْ﴾: شرطية.

﴿يَكُنْ﴾: المشهود عليه، أو المشهود له.

﴿غَنِيًّا﴾: فلا يراعى لأجل غناه، أو طمعاً في ماله، أو استجلاباً لمنفعة، أو دفعاً لمضرة، فيترك الشهادة عليه.

﴿أَوْ فَقِيرًا﴾: كذلك لا يراعى لأجل فقره، أو رأفة به، وإشفاقاً عليه، فلا تشهد عليه.

﴿فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا﴾: أيْ: أنت أيها العبد، لم تخلق أحدهما، فالله أحقُّ بهما؛ أيْ: بالنظر إليهما من ناحية الغنى والفقر؛ أيْ: هذه إرادة الله في أن يكون غنياً،

<<  <  ج: ص:  >  >>