﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾: نداء من الله للذين آمنوا بتكليف جديد، وهو: ﴿كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ﴾.
﴿قَوَّامِينَ﴾: جمع قوّام (وليس قائم)؛ قوّام: صيغة مبالغة لقائم، فلم يقل: كونوا قائمين، بل ﴿قَوَّامِينَ﴾: ومن قام بالشيء فعله، وقوامين: تدل على كثرة القيام؛ أيْ: كونوا: ﴿قَوَّامِينَ﴾: بالقسط؛ بكثرة، واستمروا على ذلك، وابذلوا جهدكم.
﴿بِالْقِسْطِ﴾: لغةً: هو الحظ والنصيب، ويستعمل في سياق الموازين، وكذلك القسط: هو الحكم بالعدل، وإزالة ورفع الظلم عن المظلوم. ارجع إلى الآية (٣) في نفس السورة.
أما العدل: فهو الحكم بالحق، والمساواة في الأحكام: إعطاء كل ذي حق حقه؛ فلا يكفي الحكم، بل لا بُدَّ من تطبيق الحكم، وهذا يعني: بالقسط.
فهناك فرق بين العدل، والقسط: كلاهما يعني: المساواة والإنصاف، ولكن العدل: هو الحكم بالعدل، والقسط: هو إظهار العدل؛ أي: تطبيق العدل، وتنفيذه باستعمال الميزان وغيره من الوسائل، وعدم الاكتفاء بإصدار الحكم.
﴿شُهَدَاءَ لِلَّهِ﴾: جمع شاهد، شهداء بالحق، دون تحريف، أو زيغ ابتغاء