﴿وَأُحْضِرَتِ الْأَنفُسُ الشُّحَّ﴾: يعني: الشح كان في الأنفس، ولم يقل: النفوس. النفوس تعني: كل نفس، أما الأنفس: فلا تعني كل نفس قبل أن تحضر، أو تجيء للصلح، أو قبل النشوز، أو هي مطبوعة عليه، أو جُبلت عليه لا يغيب عنها، أو هو يسيطر عليها.
وكلمة الأنفس: تدل على أن الشح يشمل الجنس البشري من: رجال، ونساء، وأطفال، وشيوخ.
وموجود في معظم الأنفس البشرية: فالمرأة تشح على زوجها، والزوج يشح على زوجته، وكلاهما بخيل على الآخر.
وهذا ليس فرضاً من الله، أو هو خلقها سبحانه كذلك، وإنما هي اختارت أن تكون شحيحة، وهو سبحانه شاء لها ذلك أيضاً، فهناك نفوس كريمة تعفو وتصفح، ونفوس شحيحة، فالشح يؤدِّي إلى عدم تنازل أحد الزوجين للآخر عن أيِّ شيءٍ من الحقوق، والكل يطمع أكثر فأكثر، فيؤدِّي ذلك إلى الطلاق، وتفكك الأسرة، وإهانتها.
﴿وَإِنْ﴾: إن: شرطية؛ تدل على الاحتمال، والندرة في الحدوث.
﴿تُحْسِنُوا﴾: معاشرتهن وتصبروا، وتحسنوا إلى بعضكم بعضاً، كما أوصاكم الله سبحانه، وتتركوا النشوز وعدم نسيان الفضل بينكم وكيف أفضى بعضكم إلى بعض.