للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَاضْرِبُوهُنَّ﴾: بأن تتكبر عليه، وتهمل واجباتها، فلا بُدَّ من علاج النشوز بمجرد وقوعه، وعدم الانتظار حتى يصعب علاجه.

﴿فَلَا جُنَاحَ﴾: الفاء: للتوكيد.

لا جناح؛ أيْ: لا أثم.

وجناح من جنح؛ أيْ: مال عن القصد، وسُمِّيَ الجناح إثم؛ لأنه ميل عن الحق. عليهما أن يصلحا بينهما صلحاً: الزوج والزوجة. ارجع إلى الآية (١٠١) من سورة النساء؛ للبيان.

﴿أَنْ يُصْلِحَا﴾: أصلها يتصالحا، ثم أدغمت التاء في الصاد، وقد تعني: يصلحا من أصلح، والإصلاح: يبدأ بمجرد ما تشعر الزوجة بنشوز زوجها، تبحث عن الأسباب؛ فإذا كانت هذه الأسباب تعود إليها مثل: تقصيرها في حق زوجها، أو معاملتها السيئة، أو غيره تحاول أن تتجنب ذلك، وإن كانت أسباب قاهرة، مثل: كبرها، أو مرضها، أو جمالها؛ فيمكن أن تتنازل عن شيء من حقوقها من قبيل الإحسان، مثلاً: تتنازل له عن حقها في الفراش، أو النفقة، أو غيرها، أو تسمح له بالزواج، وتبقى كزوجة له، ولها حق النفقة والصحبة مثلاً، بدلاً من الطلاق، أو الفضيحة.

﴿صُلْحًا﴾: تقديره فيصلح الأمر صلحاً، بأي نوع من أنواع الصلح يمكن القيام به، أو التوصل إليه خير من الدوام على العشرة بالنشوز؛ أي: الإعراض.

﴿وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنفُسُ الشُّحَّ﴾:

﴿وَالصُّلْحُ خَيْرٌ﴾: خير من الفرقة، والطلاق، أو استمرار النشوز والإعراض، وسوء المعاشرة والخصومة.

﴿الشُّحَّ﴾: هو أشد البخل مع شدة الحرص على منع الخير.

<<  <  ج: ص:  >  >>