وهناك فرق بين الخوف والحذر؛ فالحذر: هو توقي الضرر المتوقع، سواء كان ظناً، أو يقيناً، والحذر: لدفع الضرر، والحذر: لا يدفع الخوف.
وأما الخشية: فهي خوف حقيقي؛ أي: الشيء الذي تخافه هو حقيقة، مع الشعور بعظمة الذي تخافه، مع العلم به.
والخوف: إذا اشتدّ أصبح خشية، وإذا اشتد أكثر أصبح وجَلاً.
﴿مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا﴾: البعل: وهو الزوج، والسيد، والقائم عليها (والمنفق عليها)، والمباعلة تعني: في طياتها المحبة، والمعاشرة الزوجية. وقوله تعالى بعلها، ولم يقل زوجها؛ لوجود الاختلاف بين الزوجين بسبب النشوز وعدم الاستقرار الأسري، وكذلك ليذكرها بكلمة البعل الحامل لمعنى المعاشرة الزوجية لعلها تحن وترجع عن النشوز وتصبح زوجة.
نشوزاً: مصدر سماعي لفعل نشز ينشز، وهو مأخوذ من النشز، وهو ما ارتفع وظهر من الأرض.
والمفروض: أن الأرض أن تكون مبسوطة؛ فإن وجد فيها ارتفاعاً فهذا يسمَّى نشوزاً، ويعني: تكبر وارتفاع من الزوج عن زوجته؛ أي: التباعد، والكراهية، وترك مضاجعتها، والتقصير في نفقتها، والرغبة في تركها، وفراقها، وحب غيرها، سواء لكبر سنها، أو مرضها.
أو إعراضاً: أيْ: عدم الكلام إليها وتجنبها؛ كأن يكون إعراضاً بالوجه، أو إعراضاً بالبدن، ومنعها نفسه والكراهية لها.
والنشوز: قد يحصل من الزوجة، وليس من الزوج، كما قال تعالى في نفس السورة، آية (٣٤): ﴿وَالَّاتِى تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِى الْمَضَاجِعِ