للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وخلق منها زوجها: تشير إلى أن النفوس في الأصل من طبيعة متشابهة، أو متجانسة في الخلق؛ أيْ: كل نفس زوج (مثيل) للأخرى.

فالخلاصة: كل النفوس خلقت من نفس واحدة، وكلها متشابهة في الأصل أو متماثلة في الخَلْق، وليس في الخُلق. ارجع إلى سورة الأعراف، آية (١٨٩)؛ لمزيد من البيان، والمقارنة، وارجع إلى سورة الزمر، آية (٤٢).

﴿وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً﴾.

﴿وَبَثَّ﴾: الواو: عاطفة.

والبث: قيل: النشر، وهو التكاثر بالتناسل والتوالد.

﴿مِنْهُمَا﴾: من الرجال والنساء (الذكور والإناث).

﴿رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً﴾: لم يقل: ونساءً كثيرات، بل اقتصر قوله: ﴿رِجَالًا كَثِيرًا﴾؛ لأن المفروض إذا كان هناك رجال كثير أن يكون هناك نساءٌ كثيرات؛ حتى يتم الزواج، أو أكثر من كثيرات؛ وهذه من سنن الله سبحانه أن يكون عدد النساء أكثر من عدد الذكور.

﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِى تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾:

﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ﴾: أطيعوا الله فيما أمر به، وتجنبوا فيما نهى عنه، أو تجنبوا سخطه وغضبه.

﴿تَسَاءَلُونَ بِهِ﴾: أصلها تتساءلون به؛ حذفت التاء للتخفيف.

﴿تَسَاءَلُونَ﴾: أي: يسأل بعضكم بعضاً بالله؛ أيْ: تحلفون به الأيمان، مثل القول: أسألك بالله، أو اتقوا الله الذي تحلفون به الأيمان؛ أيْ: احفظوا أيمانكم، وإذا حلفتم عليكم بالبر بها، والوفاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>