للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهي قوله تعالى: ﴿وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ﴾، ويمكن القول أن الجبال تكون في مرحلة تليها تكون في مرحلة من المراحل كالعهن، ثم مرحلة تليها تكون كالعهن المنفوش المتطاير ذو الألوان.

سورة القارعة [١٠١: ٦]

﴿فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ﴾:

﴿فَأَمَّا﴾: الفاء استئنافية، أمّا: حرف شرط وتفصيل.

﴿مَنْ﴾: ابتدائية استغراقية، تشمل الذّكر والأنثى، وتشمل المفرد والمثنى والجمع.

﴿ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ﴾: أي رجحت موازينه بالحسنات بعد أن توزن أعماله، وموازينه جمع ميزان، ومنهم من قال: لكلّ عمل ميزانٌ يوزن به، مثلاً أفعال القلوب لها ميزان، وأفعال الجوارح لها ميزان، ومنهم من قال: الميزان واحد، وإنما جمع لاختلاف الموزونات أو كثرة الموزون، والله أعلم.

والأرجح: أن موازين يوم القيامة ليست ميزاناً واحداً؛ لقوله تعالى: ﴿وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ﴾ [الأنبياء: ٤٧] وهي موازين حقيقية كما رجّح أكثر المفسرين، ومن المفسرين من فسّر الميزان بالعدل؛ لقوله تعالى: ﴿وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ﴾ [الرحمن: ٧] أي: أمر بالعدل.

سورة القارعة [١٠١: ٧]

﴿فَهُوَ فِى عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ﴾:

﴿فَهُوَ فِى عِيشَةٍ﴾: العيشة تشمل المسكن والمشرب والمأكل والمتاع وغيرها.

﴿رَّاضِيَةٍ﴾: والسؤال هل العيشة التي ترضى أم هو الراضي؟.

راضية تعني: صاحبها راض ومسرور.

راضية: لا تزول أو تنقطع، سعادة أبدية خالية من أسباب القلق الذي سببه الموت والزّوال، ارجع إلى سورة الحاقة الآيتين (٢٢ - ٢٣) لمزيد من البيان.

<<  <  ج: ص:  >  >>