٢ - وقد عظّم القرآن العظيم بإسناد إنزاله إليه سبحانه.
٣ - وعظّم الليلة التي أنزل فيها بالقول ليلة القدر.
والقدر: القدر مصدر مشتق من قدر يقدر قدراً، والقدر يعني: التقدير.
وقدر: قد يعني من ضيق يضيق كقوله تعالى: ﴿فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَّقْدِرَ عَلَيْهِ﴾ [الأنبياء: ٨٧]، وتعني ليلة تضيق بالملائكة لكثرة الذين ينزلون إلى الأرض. وقد يعني القدر: المكانة، فلان ذو قدر؛ أي: مكانة عظيمة كقوله تعالى: ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ﴾ [الزمر: ٦٧].
والقدر: يطلق على التقدير الذي هو: فعل الله تعالى سبحانه وقدر الله؛ أي: مقدوره، والإرادة: هي وقوع المراد، ومنها: الإرادة الشرعية، والإرادة الكونية؛ ففي هذه الليلة المباركة كما قال تعالى: ﴿فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ﴾ [الدخان: ٤].
سورة القدر [٩٧: ٢]
﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ﴾:
﴿وَمَا أَدْرَاكَ﴾: ما استفهامية للتعظيم والتّفخيم من شأنها، وما أدراك ولم يقل ما يدريك، ارجع إلى سورة الحاقة الآية (٣) للبيان.
وسميت ليلة القدر:
١ - لأنّه فيها يقدّر ما يكون في السّنة من الأمور والأحكام، تقدّر فيها الآجال والأرزاق.
٢ - من القدر: وهو الشّرف.
٣ - لأنّ العبادة فيها خير من ألف شهر.
٤ - وثبت في الصّحيحين عن أبي هريرة ﵁ أنّ رسول الله ﷺ قال: من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدّم من ذنبه.